في اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا الفلسطيني ، لابد من الوقوف أمام مرآة النفس الفلسطينية ، حتى يكون ليوم التضامن هدفاً ورؤية تجسد معالمه سياسياً، ليكون العنوان الوطني في القادم إلى الأمام ، لأن يوم التضامن العالمي مع شعبنا وعدالة قضيته يجب أن يأخذ طابعاً مختلفاً عن الطابع العام ، الذي يخاطب الجمهور الخارجي فقط من دول العالم جميعاً وتذكيرها أن هناك شعباً لازال يرزح تحت براثن الاحتلال ، ويحب الحياة والحرية ما استطاع إليها سبيلا.
الطابع الآخر المختلف الذي يجب الوقوف عليه في يوم التضامن العالمي مع شعبنا ، تسليط الضوء على الوضع الداخلي الفلسطيني ، من أجل التقييم الوطني للواقع من كافه النواحي والتفاصيل ، حتى تكون القدرة الفلسطينية ذات الارادة الوطنية والادارة السليمة في جعل الواقع في العام القادم أكثر عطاء وأكبر نضوجاً ووعياً وادراك لتطلعات شعبنا ، الذي عنوانه العيش في كنف الكرامة الانسانية للوصول إلى الحرية والاستقلال.
في يوم التضامن العالمي ، لا بد من الساسة والمسؤولين الفلسطينيين الوقوف أمام المرآة الوطنية ، في اطار وقفة عز وضمير وكبرياء، من أجل اعادة التقييم والاعتبار والاستماع للواقع الفلسطيني وادراك ما له وما عليه ، حتى نخرج للعالم في يوم التضامن القادم ، ونحن جميعاً دون استثناء متحابين موحدين ومتفقين ومهتمين بآراء شعبنا وتلبية رغباته وطموحاته على كافة الصعد والمستويات ، ضمن برنامج وطني وحدوي شامل متكامل يحمل في جعبته وحدة الهدف والمضمون الوطني لواقع فلسطيني قادم يقوم على الشراكة السياسية الحقيقية ، التي تجعله قادراً على النهوض بشعبنا ، والتصدي لكافة المؤامرات التي تحيط في قضيته.
في يوم الضامن العالمي مع شعبنا ، لا بد من صحوة وطنية حقيقية من أجل انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، ورفع الحصار الجائر من الاحتلال على قطاع غزة الصامد ، ورفع كافة العقوبات والقرارات الظالمة من قبل السلطة بحق أبناء شعبنا من الموظفين ومن المناضلين التي قطعت رواتبهم ظلماً وعدواناً ، واعادة الروح الانسانية ومستحقاتها الوطنية للشهداء الذين بالدم كتبوا لفلسطين وعوائلهم الكرام ، وإلى الأسرى والمعتقلين الصامدين في سجون الاحتلال ، وإلى الجرحى والمصابين وردة الثورة وعبير عطرها الفواح ، وإلى شباب الوطن عماد المستقبل ، وإلى كافة المهمشين والبسطاء الحالمين بغد أجمل ومستقبل أفضل من أبناء شعبنا الحر العظيم.
في يوم التضامن العالمي مع شعبنا الفلسطيني، إلى أحرار الأمة من المحيط إلى الخليج ، وإلى الدول العربية التي تساند وتؤازر شعبنا ، وإلى أحرار العالم كل التقدير والاحترام .
في يوم التضامن العالمي لشعبنا المناضل العظيم، للشهداء الأكم منا جميعاً وللأسرى الحرية المعتقلين في سجون الاحتلال وللجرحى البواسل وردة وسلام.